مسبوق بالإجماع ، وقد أفيد أنه ليس من مال الزارع ، فلا وجه لاستثنائه بعد
النصاب.
تنبيه
:
المئونة بفتح
الميم وضم الهمزة قبل الواو الساكنة على فعولة : القوت والكفاية ، على ما في
القاموس [١] وغيره ، من مأنه كمنعه اذا تحمل مئونته وقام بكفايته.
أو من مأنه يمونه كصانه يصونه ، فأصلها مئونة بواوين قلبت المضمومة المتوسطة همزة.
وقال المطرزي :
المئونة الثقل من مأنت القوم اذا احتملت مئونتهم ، وقيل : العدة ، من قولهم «
أتاني هذا الأمر وما مأنت له مأناً » اذا لم تستعد له. وقال الفراء : هي مفعلة
بزيادة الميم من الأين ، بمعنى التعب والشدة. وقيل : هي من الأون ، بمعنى أحد
جانبي الخرج ، وهو الوعاء المعروف لثقلها على الانسان المتحمل لها ، كثقل أحد شطري
الوتر على الحيوان الذي يحمله ، على ما في الصحاح [٢] ، وأصلها
مأونة بضم الواو على مفعلة أيضاً ، فنقلت ضمها الى الهمزة الساكنة ، كما نقلت من
الياء اليها على قول الفراء ، فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها.
والمراد بها
هاهنا ما يغرمه المالك على كل ما يحتاج اليه الغلة ، سواء تقدم على الزرع ، كالحرث
والحفر وعمل الناضح ونحو ذلك ، أو قارنه كالسقي والحصاد والجذاذ وتنقية مواضع
المياه مما يحتاج اليه كل سنة ، لا أعيان الدولاب والالات ونحو ذلك.