اسم الکتاب : لماذا الاختلاف في الوضوء المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 77
والمناصب وكراسي القضاء
ووو... ولكنه وأتباعه عجزوا عن أبي حنيفة ، فضايقوه ونكّلوا به بلا جدوى ،
إلاّ أنهم أفلحوا من بعد في استدراج تلميذه القاضي أبي يوسف.
وقد بقي الإمام جعفر بن محمد الصادق رائد
مدرسة التعبد المحض آنذاك ، وصاحب الوضوء الثنائي المسحي ، سداً منيعاً في
طريق غايات المنصور والعباسيين ، فراح المنصور يتّخذ شتى الأساليب محاولاً
إفحامه.
فدعا المنصور أبا حنيفة لإعجاز الإمام بمسائل
عويصة ولكنّه لم يفلح ، بل أذعن أبوحنيفة بأن الصادق عليهالسلام
أعلم الناس [١].
فأخذ المنصور يدعو إلى الأخذ بمذهب مالك
، فدعاه وأمره بتدوين العلم وجعله علماً واحداً يحمل الناسَ عليه [٢]
، راسماً له المنهج في أن لايقلّد عليّاً وابن عباس ، وأن يأخذ بأقوال ابن عمر وإن خالف علياً وابن عباس [٣] ، علماً بأنّ
مالكاً كان ينفرد بتفضيل الخلفاء الثلاثة ـ دون علي عليهالسلام
ـ على سائر الصحابة ، والحكومة لا تعدّ عليّاً إلاّ كسائر الناس [٤].
[١] اُنظر : مناقب أبي
حنيفة للموفق الخوارزمي ١ : ٧٣ ، جامع أسانيد أبي حنيفة ١ : ٢٢٢. تذكرة الحفّاظ ١ : ١٦٦. أسنى المطالب ٥٥.
[٢] ترتيب المدارك ١
: ١٩٢. وفيه أيضا أنّ الموطّأ كُتب تحت ظل الدولة العباسية ، حيث روى أبو
مصعب : أنّ أبا جعفر المنصور قال لمالك : ضع للناس كتاباً أحملهم عليه ...
فوضع الموطّأ ...
[٣] الطبقات الكبرى ٤
: ١٤٧ ، واُنظر : الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١ : ٥٠٤.