ولذلك وجدنا كثرة الناقضين على عثمان آراءه
، ومعارضتهم لفقهه الجديد الذي أراد تطبيقه في كثير من المفردات الفقهية ، ومنها الوضوء كما رأيت وسترى.
عثمان والوضوء
لقد اتضحت عواقب الاجتهاد بجلاء في زمن عثمان
، حتّى أصبح المسلمون لا يطيقون تحمّلها ، فثارت ثائرتهم عليه ، وكان هذا
التحوّل في مسار المشرَّعات وحياة المسلمين هو الذي حدا بابن عباس أن
يُوقِفَ عمر بن الخطاب عليه ، حيث خلا عمر ذات يوم فجعل يحدّثُ نفسه ،
فأرسل إلى ابن عباس فقال :
كيف تختلف هذه
الأمة وكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة ؟
قال ابن عباس : يا
أمير المؤمنين ، إنا أُنزل علينا القرآن فقرأناه ، وعلمنا فيما نزل ، وإنه
يكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن لا يعرفون فيمَ نزل ، فيكون لكل قوم رأي ،
فإذا كان لكلّ قوم رأي اختلفوا ، فإذا اختلفوا اقتتلوا ، فزبره عمر وانتهره
، وانصرف ابن عباس ، ثمّ دعاه بعد ، فعرف الذي قال ، ثم قال : إيهاً أَعِد
[٢].
[١] ستقف على مصادر بعض
هذه النصوص في صفحة ٥٧ من هذا الكراس.