اسم الکتاب : عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية المؤلف : الصغير، جلال الدين علي الجزء : 1 صفحة : 7
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على سيدنا وبينا أبي القاسم محمد ، وعلى الهداة الميامين من آله الطيبين الطاهرين.
يكاد يكون مفهوم العصمة من المفاهيم
اللصيقة بالمجتمع الحضاري ولازمة له ، فتكاد لا تجد مجموعة حضارية إلاّ
ووجدت لديها رمزاً معصوماً ، ولربما أكثر من ذلك ، فبعضها يتخذ من رئيس
القبيلة معصوماً لا يردّ عليه ولا يخطّأ بشيء ، وبعضها يتخذ رئيس الكهنة أو
الرهابنة كرموز معصومة ، وبعضها قد تجده يقدّم كتاباً معيناً بعنوانه
الكتاب المعصوم متخذاً من نصوصه كمرجعية عليا لأنظمة المجتمع ، وفي
المجتمعات الحضارية الدينية تجد العصمة مكوّناً أساسياً من المكوّن الحضاري
لهذه المجتمعات ، فالنبي معصوم ، والوحي المنزل عليه معصوم ، وكتابه معصوم
أيضاً وهكذا ، ولا يتوقف الحال عند المجتمعات القديمة ، بل تراه يمتد حتى
في مؤسسات الدولة والمجتمع الحديثة ، فهناك الدستور الذي يقدّم كمرجعية لا
تقبل الجدل ، فرغم أنه يقدّم بعنوانه نتاج فكر نسبي غير إنه سرعان ما يحصل
على الاطلاق حالما يأخذ صورته الحاكمة ، ورغم أنهم قد يبدّلونه أو يعدّلونه
، إلاّ إنك تجدهم يتوخون في عملية التبديل والتعديل نفس الهدف الذي وضع له
اسم الکتاب : عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية المؤلف : الصغير، جلال الدين علي الجزء : 1 صفحة : 7