اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 70
وبذلك
يتضح : أنه عليهالسلام
قد حفظ الشيعة والمسلمين كلهم ، وحفظ التشيع والإسلام كله ، وسلب من بني اُميّة
ومن كل مناوئيه كلَّ ما يدَّعونه لأنفسهم ، وأظهر أنهم طغاة بغاة يريدون التوسّل
بالباطل إلى طمس الحق وإزالة معالمه.
ثمّ هناك شروط أخرى كلها تصب في هذا
الاتجاه ، مثل اشتراطه :
٦ ـ أن يجعل للإمام الحسين عليهالسلام مليوني درهم في كل
عام.
٧ ـ أن يكون خراج دارابجرد للإمام الحسن
عليهالسلام
ليفرّقها بين يتامى حرب الجمل وصفين ، ولم يذكر النهراوان [١].
ومن
شأن هذا الاشتراط : خصوصاً مع عدم ذكر
أيتام النهروان ، أن يظهر مظلومية أمير المؤمنين عليهالسلام
في حرب الجمل ، ويشير إلى بغي معاوية عليه ، وإجرامه في حقه وفي حق الأمة بخروجه
عليه في صفين ، ممّا يعني إبطال جهود معاوية للنيل من الإمام علي عليهالسلام وإظهار أنه كان
ظالماً في حربه له.
وذلك
كله يدل دلالة واضحة على : أن بنود
الهدنة «الصلح» سواء في ذلك ما ذكرناه منها وشرحناه ، أو ما لم نتمكن من شرحه ، قد
أسقطت شرعيّة معاوية بصورة مباشرة ، وجعلتها ترزح تحت وطأة كل هذه العوامل الناسفة
لها.
فهل يمكن بعد هذا كله أن يعطي مَن لا
مشروعيّة له مشروعيّة