اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 50
المؤثرة والفاعلة في
الحياة الدينية أو السياسيّة.
وهو أيضاً يحفظ الشيعة من تسهيل
استئصالهم وإبادتهم حين يزيّن المجرمون لأنفسهم وللبسطاء من الناس أنّ جرائمهم هذه
لا بدّ منها ، لأنهم إنما يقتلون عدوهم الذي حاربهم وأراد قتلهم.
ولعلك تقول :
لقد رأينا أنّ الشيعة لم يسلموا بعد
الصلح من ظلم معاوية وبني اُميّة ، حيث تتبعهم زياد بن أبيه وغيره من ولاة معاوية
تحت كل حجر ومدر ، وألحقوا بهم أكبر الأذى.
ونقول في مجال التوضيح
والتصحيح :
إنه كان ظلماً مفضوحاً ، فاقداً لأي
مبرر ، ولا يمكن أن يتسبب بأي تضليل أو شبهة ..
لأنّ هذه الخسائر في السلم قد جاءت على
سبيل نكث العهد ، ونقض العقد ، فهي إذاً لم تكن بلا ثمن ، بل صار ثمن دم الشيعي هو
اكتشاف الناس للخائن والغادر ، ووعيهم لحقيقة هؤلاء الظالمين ، ووضوح بطلان
دعاواهم ، وفضح مكائدهم ، وإدراك أنهم غادرون ظالمون ، ناكثون للعهود ، وأنهم
ليسوا أهلاً لما يدّعونه من إمامة وخلافة.
وهذا
معناه : أنّ الصورة ستصبح أكثر نقاء ووضوحاً
للأجيال الآتية ، وفي هذا الوضوح يحفظ الدين من غائلة تراكم الشبهات والأباطيل ، ويحفظ
المسلمون من التضليل .. وبذلك يفضح أمر الطرف الآخر ، ويسلب أية شرعيّة لما يدّعيه
، وتسقط جميع تصرفاته عن الاعتبار ،
اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 50