responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30

وحاربه ، وأثار الشبهات ، واستفاد من سياسات عمر ومن غيرها لإحكام قبضته على ما في يده ، والتوثّب على ما في يد الإمام علي عليه‌السلام ، إلى أن استشهد الإمام عليه‌السلام ، وأمسك الإمام الحسن عليه‌السلام بأزمة الاُمور بعد وفاة أبيه ، فتحرك معاوية بعد ثمانية عشر يوماً [١] بجيشه نحو العراق ليحاربه كما حارب أباه من قبل.

وكان جيش معاوية يتّفق معه في الأهداف وفي السلوك ، وفي النهج السياسي وفي الولاء وغير ذلك ...

أمّا الإمام الحسن عليه‌السلام فلم يكن جيشه يتفق معه في شيء من ذلك ، بل هو إلى معاوية أقرب وأكثر انسجاماً معه. كما أن العراقيِّين أنفسهم إنما يعرفون إسلام معاوية لا إسلام الإمام علي عليه‌السلام ، ولا الإمام الحسن عليه‌السلام ، ولم يكن بينه وبينهم علاقة مصالح ، ولا علاقة عاطفية ، بل كانوا يرون أن مصالحهم مع المناوئين له ، وهم لا يقاتلون على نفس الشيء الذي كان الإمام علي والإمام الحسن عليهما‌السلام يقاتلون من أجله ، فهم كانوا في وادٍ والإمامان عليهما‌السلام في وادٍ آخر. بل كانوا منسجمين في فكرهم وعقائدهم ، وسلوكهم وأهدافهم وارتباطاتهم العاطفية مع معاوية أكثر ممّا هم منسجمون مع الإمام علي والحسن عليهما‌السلام.


[١] تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٤.

اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست