responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 82

عزّ وجلّ هو الذي يوفي أجر الانبياء.

ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فرض الله عزّ وجلّ مودة طاعته ومودة قرابته على امته ، وامره أن يجعل اجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفة فضائلهم التي أوجب الله عزّ وجلّ لهم.

فان المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل ، فلما اوجب الله تعالى ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قد اخذ الله ميثاقهم على الوفا ، وعاند اهل الشقاق والنفاق والحدوا في ذلك فصرفوه عن حدّه الّذي حدّه الله عزّ وجلّ ، فقالوا : القرابة هم العرب كلهم وأهل دعوته [١].

فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي القرابة ، فاقربهم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أولاهم بالمودة.

وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها ، وما انصفوا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حيطته ورأفته ، وما منّ الله به على امته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله فيهم والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها ، فما وفى احد بها ، فهذه المودة لا يأتي به أحد مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنة ... [٢]

إذن وبعد أن عرفنا شيئا من مقام الرسول وأنّه (دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) [٣] ، فمقام الإمام عليّ عليه‌السلام تلوه ، لأنّه نفس رسول الله ، وأنّه کان يسمع ما يسمعه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويرى ما يراه إلاّ أنّه ليس بنبيّ.


[١]ـ كان الإمام عليه‌السلام قد أجاب قبل ذلك عمن ادعى أنّ رسول الله قال : أمتي آلى ، فقال عليه‌السلام : اخبرونى فهل تحرم الصدقة على الآل؟ فقالوا : نعم ، قال : فتحرم على الأمة؟ قالوا : لا قال : هذا فرق بين الآل والامة.

[٢]ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢١١ و ٢١٢.

[٣]ـ النجم : ٨ ، ٩.

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست