ولايتكم
غضب الرحمن ، إلى الله تدعون ، وعليه تَدُلُّون ، وبه تؤمنون ، وله تُسلّمون ، وبأمره
تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون»
[١].
أي أنّ المؤمن من خلال معرفته بمكانتهم
عند الله ورسوله سيودّهم ويحبّهم ، وأنّ لازم مودّتهم هو اتّباعهم والأخذ عنهم ، أي
: إنّكم لو أردتم أن تُعظّموا أجري في رسالتي وأن لا تضيع جهودي فعليكم مودّة
قرباي وأخذ دينكم عنهم ، لأنّ في ذلك نجاتكم من عذاب يوم القيامة.
إذن أمر الولاية والإمامة يمرُّ بعدّة
مراحل :
الأوّلى
: المعرفة بمقامات الأئمّة.
الثانية
: المودّة لهم والتعاهد إليهم أحياءً
كانوا أو أمواتا.
الثالثة
: التسليم لأقوالهم والأخذ عنهم.
الرابعة
: التبعيّة لهم والعمل بالأحكام الصادرة
عنهم.
فالله ورسوله بهذه الآيات والأحاديث
قالا بالملزوم وأرادا اللازم منه.
بهذا فلا تنافٍ بين قوله : (لا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) وبين قوله : (قُلْ مَا
سَأَلْتُكُم مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّه) ، لأنّ هؤلاء هم أهل بيت النبوّة ، وموضع
الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزّان العلم ، ومنتهى
الحلم ... وأئمّة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذووا النهى ، وأولو
الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله
على أهل الدنيا والآخرة والاُولى[٢].
[١]ـ من لا يحضره
الفقيه ٢ : ٦١٣ / ٣٢١٣ من زيارة جامعة لجميع الأئمّة
عليهمالسلام
عن الإمام زين العابدين عليهالسلام
بتقديم وتأخير.