٦. إن أجر الرسالة كل الرسالة جعلت في
مودة القربى لا محبتهم كما يقوله الاخرون ، وأن آية المودة لها ارتباط وثيق مع آية
البلاغ وآية التطهير والمباهلة ، اذ جعل الله وزان ولاية أميرالمؤمنين على بن أبى طالب
وقربى النبى وزان جميع الرسالة فقال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)
وقوله تعالى : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
ومعناه أن كل ما قدمه الرسول للناس ـ طول فترة دعوته ـ من بيان التوحيد والعدل
والنبوة والاخلاق و ... كلها تعدل مودة قربى النبى ، أى هناك تجانس بين الثمن
والمثمن ، وهو معنى آخر لقوله صلىاللهعليهوآله
: «إنى مخلف فيكم كتاب الله وعترتى أهل بيتى» ، فهما الخليفتان في الدين ، وهما لن
يفترقا حتى يردا الحوض ، فلا يستهجن بعد هذا القول بأن البكاء على الحسين ولو
بدمعة واحدة تخمد نيران جهنم ، أو أن زيارته توجب الجنة وأمثالها ، لأن الكون وما
فيه وجنة الفردوس ونعيمها تعادل في المفهوم القرآنى والروائى «مودة القربى» وقد
صرحت الروايات بأن الملائكة ترفرف على رأس زوار الحسين ، وتستغفر لهم ، وتمسح وجوه
المؤمنين بأيديهم وتصافحهم ، وتعود مرضاهم ، وتشيع جنازئهم ، وأن الله يقضى
حوائجهم ويجعلهم بمنزلة من زار الله في عرشه ، ومن محدثى الله فوق العرش.
٧. اميرالمؤمنين على بن أبى طالب وأولاده
المعصومين وقبلهم رسول الله هم مورد الاجر الالهى ، فجاء عن رسول الله قوله لعلى :
يا على إنى
وأنت موليا هذه الامة فعلى من ابق عنا لعنه الله ، ألا وإنى وأنت اجيرا هذا الامة
فمن ظلمنا اجرتنا فلعنهالله عليه.
ولا يمكن اداء اجر الرسالة الاّ بالاخذ
عنهم واتباعهم ، فمن لم يأخذ