وكذا يستحب استذكار مصائب الزهراء ، وأمير
المؤمنين ، وإيقاف الآخرين عليها. فمعرفة حقهم هو معرفة مقاماتهم ، والتسليم لهم.
والمعرفة بحقهم أيضاً هو أن نعرف بأن الله
أمرنا بمودتهم والتسليم عليهم وَلَهُمْ ، وأن الله وملائكته صلَّوا على رسوله ، وأن
الرسول أمرنا بأن لانصلي عليه الصلاة البتراء ، بأن نذكره ولا نذكر آله معه.
ومن المعرفة بحقهم هي أن لا نجفوهم وأن
نزورهم ، لأنّ ذلك من الوفاء لهم.
والمعرفة الحقة بأن نعلم بأن لهؤلاء
مقاما عظيما عند الله لا يبلغه أحد من البشر ، فهم سادة ولد آدم وسادة أهل الجنة [٢].
أسأل الله سبحانه أن يُنيلنا في الدنيا
زيارتهم ، وفي الآخرة شفاعتهم ، وأن يحشرنا معهم ، وأن يرفع شأنهم ومكانتهم
ومشاهدهم ، كما رفع الله ذكرهم في الأذان والتشهد وخطبة الجمعة ، واختم كلامى بما
رواه الصدوق بسنده عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي ابن أبي طالب في عظم هذا المشهد
المبارك وعلو ورفعة ومستقبل هذه المدينة المقدسة قال :
كأني بالقصور قد شُيِّدت حول قبر الحسين
، وكأني بالحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيّام حتى
يسار اليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني أمية [٣].
[٢]ـ المستدرك على
الصحيحين ٣ : ٢١١ وفيه : نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنة ثم ذكر على والحسن والحسين
، وجاء في الحديث : الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة.