وعن محمّد بن مسلم ـ في حديث طويل ـ قال
: قال لي أبو جعفر محمّد بن علي عليهالسلام
: هل تأتي قبر الحسين عليهالسلام؟
قلت : نعم على خوفٍ ووَجَلٍ.
فقال : ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه
على قدر الخوف ، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم القيامة ، يوم يقوم النّاس
لرب العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسلَّمت عليه الملائكة ، وزاره النبيّ صلىاللهعليهوآله ودعا له ، وانقلب
بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء ، واتبع رضوان الله ـ ثمّ ذكر الحديث [١].
وعن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديثٍ له طويل
ـ قال : فما لمن قتل عنده ـ يعني قبر الحسين ـ جار عليه السلطان فقتله؟
قال : أول قطرة من دمه يغفر له بها كل
خطيئة ، وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتّى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين
، ويذهب عنها ما كان خالطها من أدناس طين أهل الكفر ، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملأ
إيمانا ، فيلقى الله وهو مخلَصٌ من كل ما تخالطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شفاعة
في أهل بيته وألف من إخوانه ، وتَوَلَّى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك
الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة ، ويوسَّع قبره عليه ، ويوضع له مصابيح في
قبره ، ويفتح له باب من الجنة ، وتأتيه الملائكة بالطُّرَف من الجنة ، ويرفع بعد
ثمانية عشر يوما إلى حظيرة القدس ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه
النّفخة الّتي لا تبقي شيئا ، فإذا كانت النّفخة الثّانية وخرج من قبره كان أوّل
من يصافحه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأميرالمؤمنين والأوصياء عليهمالسلام
ويبشّرونه ويقولون له : الزمنا ، ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحبّ [٢].
[١]ـ كامل الزايارت :
٢٤٤ ـ ٢٤٥ / ٣٦٣ ، بحار الأنوار ٩٨ : ١١ / ٤٠ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٤٥٧ ـ ٤٥٨ /
١٩٥٩٤.
[٢]ـ كامل الزيارات :
٣٠٩ ـ ٣١٠ / ٥٢٤ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٢٧٩ / ١٢٠١٣ ، هشام بن سالم عن أبي عبد الله
عليهالسلام
، وكذا في بحار الأنوار ٩٨ : ٧٨ ـ ٧٩ / ٣٩.