responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 92

تفكّر لولا أنّها مجبولة على ذلك؟.

اعتبر بخلق البيضة وما فيها من المح الأصفر الخاثر [١] ، والماء الأبيض الرقيق ، فبعضه لينتشر منه الفرخ ، وبعضه ليغذّى به [٢] ، إلى أن تنقاب عنه البيضة ، وما في ذلك من التدبير ، فإنّه لو كان نشوء الفرخ في تلك القشرة المستحصنة التي لا مساغ لشيء إليها لجعل معه جوفها من الغذاء ما يكتفي به إلى وقت خروجه منها ، كمن يحبس في حبس حصين لا يوصل إلى من فيه فيجعل معه من القوت ما يكفي به إلى وقت خروجه منه.

فكّر في حوصلة الطائر وما قدِّر له ، فإنّ مسلك الطعم إلى القانصة [٣] ضيق لا ينفذ فيه الطعام إلاّ قليلاً قليلاً ، فلو كان الطائر لا يلتقط حبّة ثانية حتّى تصل الاُولى إلى القانصة لطال عليه ، ومتى كان يستوفي طعمه؟ فإنّما يختلسه إختلاسا لشدّة الحذر ، فجعلت الحوصلة كالمخلاة المعلّقة أمامه ليوعي فيها ما أدرك من الطعم بسرعة ثمّ تنفذه إلى القانصة على مهل ، وفي الحوصلة أيضا خلّة اُخرى ؛ فإنّ من الطائر ما يحتاج إلى أن يزقّ فراخه فيكون ردّه للطعم من قرب أسهل عليه.

وتأمّل ريش الطير كيف هو؟ فإنّك تراه منسوجا كنسج الثوب من


[١] المُحّ بضمّ الميم هي : صُفرة البيض ، والخاثر هو : الثخين.

[٢] في نسخة : ليغتذى به.

[٣] القانصة للطير كالمعدة للإنسان.

اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست