responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 518

وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسّم ، فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياجبرئيل! جئتني اليوم قاطبا.

فقال : يامحمّد! قد وضعت منافخ النار.

فقال : وما منافخ النار ياجبرئيل؟

فقال : يامحمّد! إنّ اللّه عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتّى ابيضّت ، ثمّ نفخ عليها ألف عام حتّى احمرّت ، ثمّ نفخ عليها ألف عام حتّى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة ، لو أنّ قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، ولو أنّ حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرّها ، ولو أنّ سربالاً من سرابيل أهل النار علّق بين السماء والأرض لمات أهل الدنيا من ريحه.

قال : فبكى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى جبرئيل ، فبعث اللّه إليهما ملكا فقال لهما : إنّ ربّكما يقرؤكما السلام ويقول : قد أمنتكما إن تذنبا ذنبا اُعذّبكما عليه.

فقال أبو عبداللّه عليه‌السلام : فما رأى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله جبرئيل متبسّما بعد ذلك ، ثمّ قال : إنّ أهل النار يعظّمون النار ، وإنّ أهل الجنّة يعظّمون الجنّة والنعيم ، وإنّ جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد واُعيدوا في دركها ، فهذه حالهم ، وهو قول اللّه عزوجل : (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [١] ثمّ تبدّل جلودهم غير الجلود


[١] سورة الحجّ : (الآية ٢٢).

اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 518
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست