اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 469
يحبّك
إلاّ استروح إلى هذا الكلام ، وابيضّ وجهه ، وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممّن عاداك
ونصب لك حربا أو جحد لك حقّا إلاّ اسودّ وجهه ، واضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك
إذا ملكان قد أقبلا إليّ ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة ، وأمّا الآخر فمالك
خازن النار.
فيدنو
رضوان ويسلّم عليّ ويقول : السلام عليك يارسول اللّه! فأردّ عليه وأقول : أيّها
الملك الطيّب الريح ، الحسن الوجه ، الكريم على ربّه ، من أنت؟ فيقول : أنا رضوان
خازن الجنّة ، أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة فخذها يامحمّد ، فأقول : قد قبلت
ذلك من ربّي ، فله الحمد على ما أنعم به عليّ ، إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها
إلى علي ويرجع رضوان.
ثمّ
يدنو مالك خازن النار فيسلّم ويقول : السلام عليك ياحبيب اللّه! فأقول له : وعليك
السلام أيّها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول : أنا مالك خازن
النار ، أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي ، فله
الحمد على ما أنعم به عليّ وفضّلني به ، إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها
إليه ، ثمّ يرجع مالك.
فيقبل
علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقعد على عجزة جهنّم ويأخذ زمامها بيده
وقد علا زفيرها ، واشتدّ حرّها ، وكثر تطاير شررها ، فينادي جهنّم : ياعلي! جُزني
قد أطفأ نورك لهبي ، فيقول علي لها : ذري هذا وليّي ، وخذ هذا عدوّي ، فلَجهنّم
يومئذ أشدّ مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 469