اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 267
وتصحّ الإطاعة له ، خصوصا
الشريعة الإسلامية الباقية إلى يوم القيامة لِعظم أهميّتها ومزيّتها فمن اللازم
الضروري أن يكون رسولها معصوما عن جميع الخطايا ، بل يلزم أن يكون متّصفا بالعصمة
الكبرى التي سنذكرها ونبيّنها ..
وقد أفاد شيخنا المفيد [١] : «إنّ نبيّنا والأئمّة عليهمالسلام من بعده كانوا
سالمين من ترك المندوب والمفترَض قبل حال إمامتهم وبعدها ، وأمّا الوصف لهم
بالكمال في كلّ أحوالهم ، فإنّ المقطوع به كمالهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيها
حججا للّه تعالى على خلقه ، وقد جاء الخبر بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة من
ذرّيته كانوا حججا للّه تعالى منذ أكمل عقولهم إلى أن قبضهم ، ولم يكن لهم قبل
أحوال التكليف أحوال نقص وجهل ، وأنّهم يجرون مجرى عيسى ويحيى عليهماالسلام ، في حصول الكمال
لهم مع صغر السنّ وقبل بلوغ الحلم».
وقد قامت البراهين ودلّت الأدلّة على
مزيّة عصمة النبي الأكرم ونزاهته وسموّ شأنه وجلالته من الكتاب والسنّة والإجماع
والعقل ، بما نذكره ونفصّله في مبحث الإمامة ، كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى ، مضافا
إلى ما قدّمناه في بحث عصمة الأنبياء بالأدلّة الثلاثة.
ونكتفي هنا بذكر الإشارة فقط إلى عصمة
نبيّنا الأكرم ، وتأويل ما يوهم خلاف ذلك ممّا عقد له العلاّمة المجلسي بابا في
كتابه الشريف [٢]
، ذكر فيه للعصمة آيات وأحاديث كثيرة ، نتبرّك بذكر واحدةٍ من كلّ دليل من أدلّتها
: