responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 150

ما رضيت به لنفسك منّي» [١].

٩ ـ حديث أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون يوما علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فقال له : يابن رسول اللّه! ما معنى قول اللّه عزوجل : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَآمَنَ مَنْ فِي الاْءَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه) [٢]؟ فقال الرضا عليه‌السلام :

«حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام : أنّ المسلمين قالوا لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو أكرهت يارسول اللّه! من قدرت عليه من الناس على الإسلام لَكَثُرَ عددنا وقوينا على عدوّنا ، فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما كنت لألقى اللّه عزوجل ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئا وما أنا من المتكلّفين.

فأنزل اللّه تبارك وتعالى : يامحمّد! «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَآمَنَ مَنْ فِي الاْءَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا» على سبيل الإلجاء والإضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلتُ ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثوابا ولا مدحا ، لكنّي اُريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين ليستحقّوا منّي الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنّة الخلد (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ). وأمّا قوله عزوجل : (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلاّ بإذن


[١] توحيد الصدوق : (ص٣٤٠ ب٥٥ ح١٠).

[٢] سورة يونس : (الآيتان ٩٩ و ١٠٠).

اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست