٩ ـ حديث أبي الصلت عبدالسلام بن صالح
الهروي ، قال : سأل المأمون يوما علي بن موسى الرضا عليهالسلام
فقال له : يابن رسول اللّه! ما معنى قول اللّه عزوجل
: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَآمَنَ مَنْ فِي
الاْءَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه)[٢]؟
فقال الرضا عليهالسلام
:
«حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن
محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن
أبيه علي ابن أبي طالب عليهمالسلام : أنّ المسلمين قالوا
لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو أكرهت يارسول
اللّه! من قدرت عليه من الناس على الإسلام لَكَثُرَ عددنا وقوينا على عدوّنا ، فقال
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما كنت لألقى اللّه
عزوجل ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئا وما أنا من
المتكلّفين.
فأنزل
اللّه تبارك وتعالى : يامحمّد!
«وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ لاَآمَنَ مَنْ فِي الاْءَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا»
على سبيل
الإلجاء والإضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو
فعلتُ ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثوابا ولا مدحا ، لكنّي اُريد منهم أن يؤمنوا
مختارين غير مضطرّين ليستحقّوا منّي الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنّة الخلد(أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ). وأمّا قوله عزوجل
: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ
بِإِذْنِ اللّه)فليس ذلك
على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلاّ بإذن