مالي ونحو ذلك ، كذلك
يتحقق فيمن لم ينتقل ذهنه إلى حق ثابت في المعارف الدينية ولم يهتد فكره
اليه مع كونه ممن لايعاند الحق ولايستكبر عنه أصلاً ، بل لو ظهره عنده حق
اتّبعه ، لكن خفي عنه الحق لشي من العوامل المختلفة الموجبة لذلك. [١]
فالمستضعفون من وجهة نظر القرآن هم
القاصرون وليسوا المقصرين ، لانّ قصورهم لم يكن باختيارهم ووسعهم ، بل كان
إما لعارض عقلي أو جسمي أو اقتصادي قاهر ، ونحوه من العوامل التي جعلتهم
بعيدين عن سبيل الهداية ، ولو كان قد عرض عليهم سبيل الهداية لم يكونوا
يرفضونها ولم يكونوا يستكبرون عن قبولها ، ولكن غفلوا عن الحق للعوامل ـ
التي ذكرناها ـ الخارجة عن وسعهم واختيارهم.
وهناك روايات متضافرة قد أشارت إلى معنى
الاستضعاف ، وذكرت من يشملهم هذا المعنى ، ومن هذه الروايات :
١. عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام
عن المستضعف ، فقال : « هو الذي لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ، ولا يهتدي
سبيلا إلى الايمان ، لايستطيع أن يؤمن ، ولا يستطيع أن يكفر ، فهم الصبيان
ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم ». [٢]
٢. عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام
: « من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف » [٣]
٣. وفي تفسير العياشي عن سليمان بن خالد
، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : سالته عن المستضعف ، فقال : « البلهاء في خدرها ، والخادم تقول لها صلّ فتصلي