responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 37

الاصرار على العصيان مع عدم استشعار الخوف والندم لا يجتمع مع الايمان الصحيح بعظمة الله وصدقه في وعده وعيده ، فالخلاف بين المفسرين حسب رأيه لفظي. [١]

وحكى الآلوسي عن الكلبي قوله : يتعد حدوده في القسمة المذكورة استحلالاً ، [٢] وخصّ الرازي الآية بالكفر بقرينة قوله : ( وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ ) فلوكان المراد به نفس ما يراد من قوله : ( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ) للزم التكرار. وقال أيضاً : قالوا إن الآية محمولة على تعدي الحدود المذكورة في المواريث ، قلنا : هب أنها كذلك ، ولكن تعدي الحدود باعتقاد أنها واقعة لا على وجه الحكمة والصواب ، وعلى هذا يكون هذا الوعيد مختصاً بالكافر الذي لا يرضى بما ذكره الله في هذه الآية من قسمة المواريث.[٣]

وأشار الشيخ الطوسي أيضاً إلى هذا المعنى بقوله : مع تسليم كون الآية شاملة لأهل الصلاة يمكن أن تحمل الآية على من يتعدى الحدود مستحلاً لها فانه يكون كافراً. [٤]

وقوله : ( يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا ) أي يدخله ناراً خالداً في النار إلى الأبد.

وقوله : ( وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) قال العلامة الطبرسي : سمّاه مهيناً لأن الله يفعله على وجه الاهانة ، كما أنه يثيب المؤمن على وجه الكرامة. [٥] وذهب الشيخ محمد عبده والآلوسي إلى أنه تعالى أراد بالعذاب المهين عذاب الروح بالاهانة ، أي أن هذا العاصي يعذب في النار من حيث هو حيوان يتألم وروحه تتألم بالاهانة من حيث هو انسان يشعر بمعنى الكرامة والشرف. [٦]

بمعنى هذه الآية اجمالاً : هذه هي حدود المواريث التي بينّاها ، فمن



[١]. راجع : المصدر السابق.

[٢]. روح المعاني ، ج ٤ ، ص ٢٣٣.

[٣]. راجع : تفسير الكبير ، ج ٩ ، ص ٢٢٩.

[٤]. راجع : تفسير التبيان ، ج ٣ ، ص ١٤١.

[٥]. مجمع البيان ، ج ٣ ص ٣٧.

[٦]. راجع : تفسير المنار ، ج ٤ ، ص ٤٣٣ ، ٤٣٤ ؛ روح المعاني ، ج ٤ ص ٢٣٤.

اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست