الاصرار على العصيان
مع عدم استشعار الخوف والندم لا يجتمع مع الايمان الصحيح بعظمة الله وصدقه في وعده وعيده ، فالخلاف بين المفسرين حسب رأيه لفظي. [١]
وحكى الآلوسي عن الكلبي قوله : يتعد
حدوده في القسمة المذكورة استحلالاً ، [٢] وخصّ الرازي الآية بالكفر بقرينة
قوله : (
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ )
فلوكان المراد به نفس ما يراد من قوله : (
وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ )
للزم التكرار. وقال أيضاً : قالوا إن الآية محمولة على تعدي الحدود
المذكورة في المواريث ، قلنا : هب أنها كذلك ، ولكن تعدي الحدود باعتقاد
أنها واقعة لا على وجه الحكمة والصواب ، وعلى هذا يكون هذا الوعيد مختصاً
بالكافر الذي لا يرضى بما ذكره الله في
هذه الآية من قسمة المواريث.[٣]
وأشار الشيخ الطوسي أيضاً إلى هذا
المعنى بقوله : مع تسليم كون الآية شاملة لأهل الصلاة يمكن أن تحمل الآية على من يتعدى الحدود مستحلاً لها فانه يكون كافراً. [٤]
وقوله : ( يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا )
أي يدخله ناراً خالداً في النار إلى الأبد.
وقوله : ( وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
قال العلامة الطبرسي : سمّاه مهيناً لأن الله يفعله على وجه الاهانة ، كما أنه يثيب المؤمن على وجه الكرامة. [٥]
وذهب الشيخ محمد عبده والآلوسي إلى أنه تعالى أراد بالعذاب المهين عذاب
الروح بالاهانة ، أي أن هذا العاصي يعذب في النار من حيث هو حيوان يتألم
وروحه تتألم بالاهانة من حيث هو انسان يشعر بمعنى الكرامة والشرف. [٦]
بمعنى هذه الآية اجمالاً : هذه هي حدود
المواريث التي بينّاها ، فمن