responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 193

وعلى هذا فالسعادة الحقيقية والمرتبة العليا من اللذة لا يمكن الوصول إليها الا بإصلاح القوتين النظرية والعملية معاً ، فاذا انصرفت النفس إلى اصلاح القوة النظرية وحدها دون الاهتمام بإصلاح القوة العملية فاكتسبت هيئات بدنية ردية ، فمثل هذه النفس بعد مفارقة البدن تصل في النتيجة إلى نوع من السعادة الخاصة بمرتبتها إلا أنها لا تصل إلى السعادة الحقيقة ، ولهذا يقول الشيخ عن الكاملين بحسب القوة النظرية والعملية : والعارفون المتنزهون إذا وضع عنهم درن مقارنة البدن وانفكوا عن الشواغل ، خلصوا إلى عالم القدس والسعادة ، وانتعشوا بالكمال الأعلى ، وحصلت لهم اللذة العليا. [١]

أما عن مصير نفوس البلهاء أو النفوس الساذجة الصرفة فيقول الشيخ الرئيس : أما النفوس البله التي لم تكتسب الشوق ، فانها إذا فارقت البدن ، وكانت غير مكتسبة للهيئات الردية ، صارت إلى سعة من رحمة الله تعالى ونوع من الراحة ، وإن كانت مكتسبة للهيئات البدنية الردية وليس عندها هيئة غير ذلك ولا معنى يضاده وينافيه ، فتكون لا محالة ممنوة بشوقها إلى مقتضاها ، فتتعذب عذاباً شديداً بفقد البدن ومقتضيات البدن من غير أن يحصل المشتاق اليه ، لان آلة ذلك قد بطلت وخلق التعلق بالبدن قد بقي. [٢]

وقد أشار إلى هذا المعنى في الإشارات أيضاً بقوله : وأما البله فانهم إذا تنزهوا خلصوا من البدن إلى سعادة تليق بهم. [٣]

فالشيخ الرئيس يعتقد أن نفوس البلهاء ، وهم الذين لم يكن لديهم شوق إلى الكمالات لأنهم لم يعرفوها لسبب نقص في استعداداتهم العقلية ، فهذه النفوس الخالية من الكمال إذا كانت خالية أيضاً عما يضاد الكمالات من الهيئات الردية ، فانها تصل إلى نوع من السعادة ، أما نفوس البلهاء الذين


[١]. الاشارات ، ج ٣ ، ص ٣٥٣ ، ٣٥٤.

[٢]. المصدر السابقين ، ص ٤٧٢ ، ص ٢٩٧.

[٣]. الاشارات ، ج ٣ ، ص ٣٥٥.

اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست