responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 191

وتلك الشقاوة لا تكون لكل واحد من الناقصين ، بل للذين اكتسبوا للقوة العقلية التشوق إلى كمالها ، وإذا فارقت البدن ولم يحصل على كمالها وقعت في هذا النوع من الشقاء الأبدي. [١]

وأشار إلى هذا المعنى أيضاً في الاشارات بقوله : واعلم أن رذيلة النقصان إنما تتأذى بها النفس الشيّقة إلى الكمال. وذلك الشوق تابع لتنبه يفيده الاكتساب. والبله بجنبة [ نجية ] من هذا العذاب. وإنما هو للجاحدين والمهملين والمعرضين عما ألمع به اليهم من الحق. [٢]

فالشقاوة في رأي الشيخ الرئيس هي للنفوس التي تنبهت لكمالاتها وعلمت بها وحصلت لها بذلك الشوق إلى كمالها ، ولكنها غفلت عنها ، فقصرت في الحصول على هذه الكمالات مع حصول الشوق عندها ، أما نفوس البلهاء ، وهي النفوس الساذجة الصرفة ، لا يكون لها شوق إلى كمالاتها ، لانها لم تعرفها ، فهؤلاء لا يتعذبون لأنهم غير عارفين بكمالاتهم ، فلم يحصل لديهم شوق إلى كمالاتهم.

وبشأن النفوس السعيدة وعن حصول السعادة الأبدية لها ، يقول الشيخ الرئيس : وأما إذا كانت القوة العقلية بلغت من النفس حداً من الكمال يمكنها به إذا فارقت البدن أن تستكمل الاستكمال التام الذي لها أن تبلغه ، كان مثلها مثل الخدر الذي أذيق الطعم الألذ ، وعرض للحالة الأشهى وكان لا يشعر بها ، فزال عنه الخدر وطالع اللذة العظيمة دفعة ، وتكون تلك اللذة لا من جنس اللذة الحسية والحيوانية بوجه ، بل لذة تشاكل الحالة الطيبة التي للجواهر الحية المحضة ، وهي أجل من كل لذة وأشرف. [٣]


[١]. راجع : المصدر السابق ، ص ٤٦٨ ، ٤٦٩ ؛ ص ٤٩٤ ، ٤٩٥.

[٢]. ابن سينا ، الاشارات ، ج ٣ ، ص ٣٥٢.

[٣]. راجع : الهيات الشفاء ، ص ٤٦٨ ، ٤٦٩ ؛ النجاة ، ص ٤٩٤ ، ٤٩٥.

اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست