وقال ابن فارس ( المتوفى ٣٩٥ ه ) : خلد
: الخاء واللام والدال أصل واحد يدل على الثبات والملازمة فيقال خلد : أقام
، وأخلد أيضاً ، ومنه : جنة الخلد. ويقال : أخلد إلى الأرض إذا لصق بها ،
قال تعالى : ( وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ )
، [٢] فأما قوله تعالى : (
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ )[٣] فهو من الخلد ، وهو البقاء ، أي لا يموتون. [٤]
ثانياً : أن الخلود بمعنى طول المكث ، قال
الراغب الاصفهاني ( المتوفى ٤٢٥ ه ) : الخلود هو تبري الشيء من اعتراض
الفساد ، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها ، وكل ما يتباطأ عنه التغيير
والفساد تصفه العرب بالخلود ، كقولهم للاثافي خوالد ، وذلك لطول مكثها لا
لدوام بقائها.
يقال : خلد يخلد خلوداً ، قال تعالى : ( لَعَلَّكُمْ
تَخْلُدُونَ )
، [٥] والخلد : اسم للجزء الذي يبقى من
الانسان على حالته ، فلا يستحيل مادام الانسان حياً استحالة سائر أعضائه ،
وأصل المخلد : الذي يبقى مدة طويلة ، ومنه قيل : رجل مخلد لمن أبطأ عنه
الشيب ، ودابة مخلّدة : هي التي تبقى ثناياها حتى تخرج رباعيتها ، ثم
استعير للمتبقي دائماً. والخلود في الجنة : بقاء الأشياء على الحالة التي
عليها من غير اعترض الفساد. [٦]
الثاني : جهنم
قال ابن منظور : الجهنّام : القعر البعيد ، وبئر جهنّم وجهنّام بكسر الجيم
والهاء : بعيدة القعر ، وبه سميت جهنّم لبعد قعرها ولم يقولوا جهنّام فيها.
[٧]
[١].
اسماعيل بن حماد الجوهري ، الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦٩.