الماضي يمنعه في
المستقبل ، فدوام الفعل ممتنع عنده على الرب في المستقبل ، كما هو ممتنع عليه في الماضي. [١]
أما النسفي ( المتوفى ٧١٠ ه ) فقد علّل
قول جهم بفناء الجنة ، لكون جهم يذهب إلى أنه تعالى وصف بأنه الأول والآخر ،
وتحقيق وصف الأولية بسبقه بعد فناء الكل ، فوجب القول به ضرورة ، ولأنه
تعالى باقٍ وأوصافه باقية ، فلو كانت الجنة باقية مع أهلها لوقع التشابه
بين الخالق والمخلوق ، وذا محال.
وقال في جوابه : إن الأول في حقه هو
الذي لا ابتداء لوجوده ، والآخر هو الذي لا انتهاء له ، وفي حقنا الأول هو
الفرد السابق ، والآخر هو الفرد اللاحق ، واتصافه بهما لبيان صفة الكمال
ونفي النقيصة والزوال ، وذا في تنزيهه عن احتمال الحدوث والفناء لا فيما
قالوه ، وأنّى يقع التشابه في البقاء وهو تعالى باق لذاته وبقاؤه واجب
الوجود ، وبقاء الخلق به وهو جائز الوجود ؟. [٢]
٧. أبو الهذيل
العلّاف ( ١٣٥ ـ ٢٣٥ ه )
يذهب أبو الهذيل إلى القول بفناء حركات
أهل الجنة والنار دون فناء الجنة والنار ، قال ابن حزم : وقال أبو الهذيل. إن الجنة والنار لا يفنيان ولا يفنى
أهلها إلا أن حركاتهم تفنى ويبقون بمنزلة الجماد لا يتحركون ، وهم في ذلك أحياء متلذذون أو معذبون. [٣]
وأشار اليه أيضاً ابن الراوندي ، [٤]
وقد تصدى الخياط على الرد لابن الراوندي والدفاع عن أبي الهذيل بعد
استعراض ما قاله ابن الراوندي ( المتوفى ٢٩٨ ه ) بقوله : قال الملحد : وقد
كان أبو الهذيل يزعم أن أهل الجنة مع زوال