نستخلص مما استعرضناه من المقدمات بأن
المعيار في قبول الأعمال عند الاسماعيلية ، بل وحتى قبول طاعة الله وطاعة
رسوله هو طاعة الأئمة وقبول ولايتهم ، وبناءً على ذلك فان المذنبين من
الموالين للأئمة والعارفين بهم والمحبين لهم لا يدخلون النار ولا يخلدون
فيها ، لأنّ محبة الأئمة والأوصياء حسنة لا تضر معها سيئة ، فتشملهم شفاعة
الامام القائم يوم القيامة ويكون عمله مرضياً عند الله.
أما بالنسبة إلى العاصين والمذنبين من
أهل الملة من غير الموالين للأئمة ، فإنهم لشركهم وكفرهم بولاية الأئمة ،
وذلك لعدم قبول ولايتهم ، واتخاذهم أئمة آخرين بدلاً منهم ، وعملهم
بالعبادة العملية الظاهرية فقط كالنواصب وغيرهم من خلفاء الجور الذين غصبوا
الخلافة والولاية من الأئمة وأتباعهم الذين قبلوا إمامتهم ورفضوا إمامة
أمير المؤمنين وباقي الأئمة والأوصياء ، وأيضاً الذين عملوا بالعبادة
الباطنية وكفروا بالعبادة الظاهرية عملاً كالفلاسفة والغلاة بتركهم قبول
قول أولياء الله ، كل هؤلاء مخلدون في النار خلوداً أبدياً.
قال حميد الدين كرماني : ومن كان مصراً
على ارتكاب المعاصي والكبائر ، فليستبشر بما تعقبه خمرة اعتقاده وفعله من
الخمار الطويل والندامة والعويل أبد الآبدين ، لأنّ نفسه بتركها العبادة
واصلاح الاخلاق بالاحكام الشرعية وتركها العبادة الناموسية ، أصبحت ذات
صورة مباينة للصورة التي اكتسبتها بالاحاطة بما أحاطت به من المعارف
الإلهية ، فتصير ذات صورتين متضادتين : صورة تشبه صورة الملائكة من حيث
تصورت وجوب العلم والاكتفاء بما علمت ، وصورة أخرى تشبه صورة البهائم
والوحوش التي لا