والعقوبة ، فيعفى عن
مرتكبها بشفاعة الأخيار ، واستدلوا على اثبات الشفاعة لمرتكب الكبيرة بقوله تعالى في حق الكافرين : ( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )
وقالوا : لو كان لا شفاعة لغير الكافرين لم يكن بتخصيص الكافر بالذكر في تقبيح أمرهم معنى ، وبقوله صلىاللهعليهوآله
: « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » ، والأخبار الكثيرة في خروج أقوام من النار.
رأي الماتريدية في
وعيد مرتكب الكبيرة
الماتريدية قالوا بارجاء صاحب الكبيرة
إلى مشيئة الله ، فقالوا : لو مات مرتكب الكبيرة من غير توبة فللّه فيه
المشيئة إن شاء عفا عنه بفضله وكرمه ، أو ببركة ما معه من الايمان والحسنات
، أو بشفاعة بعض الأخيار ، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم عاقبة أمره الجنة لا
محالة ولا يخلد في النار. [١] وقد
ذهبوا إلى القول بالارجاء تبعاً لأبي حنيفة الذي كان يسمى مرجئياً لتأخيره
أمر صاحب الكبيرة إلى الله ، وقد روي عنه أنه قيل له : ممّن أخذت الارجاء ؟
فقال : من الملائكة عليهمالسلام
حيث قالوا : (
لاَ عِلْمَ لَنَا ).
[٢]
السلفية
يقول البوطي : السلف هو القرون الأولى
من عمر هذه الأمة. [٣] ومفهوم السلف لا
يشير فقط إلى مرحلة زمنية معينة اختلف في تحديدها ، وإنما ارتبطت هذه
الفترة الزمينة بمفهوم آخر هو الذي أعطى للسلف والسلفية مفهومه الاصطلاحي
وهو ( الخيرية ) ، وهذا مفهوم استنبط من حديث رواه كل من البخاري ومسلم ،
فعن عبد الله بن مسعود قال صلىاللهعليهوآله : « خير
الناس قرني ، ثم الذين