فالعزّ للعبد أن يكون مستغنياً عن الناس
، وربما الناس بحاجة إليه ، ولقد جاء بكلمة رائعة لأمير المؤمنين علي عليهالسلام يقول فيها : «احتج
إلى مَنْ شئت تكن أسيره ، واستغن عمَنْ شئت تكن نظيره ، وأحسن (امنن) إلى مَنْ شئت
تكن أميره» [٢].
فإذا احتجت تكون أسيراً ، وأمّا إذا
أحسنت وأعطيت كنت أميراً ، وكم هو الفرق ما بين الأمير والأسير ، وأرجو لك عزيزي
القارئ الإمارة دائماً وأبداً ، وهذا لا يتحقّق إلاّ بانقطاعك إلى الله الغني
الحميد ، واتّباعك للمولى أبي عبد الله الحسين عليهالسلام
في منهجه.
الحسين عليهالسلام
والتوكّل على الله
وبكلمة نورانية حسينيّة يقول فيها : «إنّ العزّ والغنى
خرجا يجولان ، فلقيا التوكّل فاستوطنا»[٣].
ومعنى ذلك : إنّ عزّة النفس مقارنة
وملازمة للغنى والاستغناء عن الناس ، وهذان لا يستوطنان إلاّ عند مَنْ يتوكّل على
الله في كلّ أموره ، وجميع شؤونه