اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 525
قصص واقعيّة وحوارات مع
الوهابيّة
١ ـ الوهابي وحجّاج بيت الله
:
وأذكر أنّني في عام ١٤٢٠ هجرية ، وفي
أيّام الحجّ حيث وفّقني الله لذلك فله الحمد ، وكنّا نبدأ بزيارة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله في المدينة
المنوّرة ، وأهل البيت عليهمالسلام
وكرام الصحابة في البقيع الشريف وبقية الشهداء هناك.
وذات يوم رأيت اجتماعاً كبيراً من الناس
غير العرب يقفون مع أحد العناصر الوهابيّة ، ولا أحد منهم يفهم على الآخرين شيئاً
؛ لأنّهم كلٌّ يتحدّث بلغته ولهجته ولكنته.
ورأيت الوهابي يتهجّم عليهم بصوت عالٍ ،
وسمعته يفسّق تارة ، ويرمي بالكفر أو الشرك أُخرى! وهذا من أبسط التهم لديه ؛ ولذا
قال : يا عبّاد الأصنام والقبور!
فاقتربت منه وقلت له : يا أخي العزيز ، هؤلاء
حجّاج بيت الله الحرام ، وجاؤوا هنا لزيارة قبر رسول الله وأهل بيته الأطهار
والصحابة الكرام! ورسول الله صلىاللهعليهوآله
قد أوصى بهم ، وأوصى بزيارته هذه ؛ لأنّه قال : «مَنْ حجّ ولم يزرني فقد جفاني» [١]. وهؤلاء الضيوف جاؤوا لزيارته وتلبية
ندائه ، فلماذا هذا الجفاء والعنف معهم؟ فهذا لا يجوز ، علماً أنّ الكثير منهم
قطعوا آلاف الأميال ويأتون لأوّل مرّة ، وربما لا يرجعون ثانية.