اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 50
للأخلاق.
والفلسفة الأخلاقيّة المجرّدة لا نريدها
؛ لأنّنا لا نستفيد منها في حياتنا إلاّ إذا اتّخذناها منهجاً عملياً نسير بهداها
، ونطبّق حروفها وحدودها على حياتنا اليومية ، تلك المفردات والمفاهيم التي عجز عن
تطبيقها كاملاً إلاّ الأشخاص الكاملون في شخصياتهم الإنسانيّة.
فالشخص الكامل : هو الذي يتحوّل من وجود
شخصي إلى شعار إنساني ؛ لأنّه يتجرّد من ذاته للحقّ ولوجه الحقّ الذي يمثّله ، فيكون
ممثلاً للحقّ ومحوراً له في حياته كلّها ، كما قال الرسول الأعظم محمد صلىاللهعليهوآله للإمام علي بن أبي
طالب عليهالسلام
في أكثر من موقع ، وحديث : «علي
مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار»[١].
فالإمام علي عليهالسلام صار محوراً للحقّ
يدور معه أينما توجّه وحيثما حلَّ ، فمثل هذه الشهادة المباركة من رمز الإنسانيّة
الأوّل ، وأعظم شخصية عرفتها البشرية عبر العصور ، بحقّ خليفته ووصيّه والإمام
القائد للأُمّة من بعده ، تعطينا إشارات نورانيّة ، وحالات قدسيّة تُحيط بتلك
الشخصيات الاستثنائية ، فتُضفي عليهم وعلى حياة الأُمّة كلّها رونقاً خاصّاً.
فالإمام بعد الرسول : هو الشخص الكامل
في الأُمّة الإسلاميّة ، وهو قمّة القيم الفاضلة العالية للأُمّة. وبالتالي : هو
الراية الخفّاقة العالية التي تتّخذها الأُمّة شعاراً للهداية والرشاد والنورانيّة
، ولا يمكن أن تكون إلاّ متفرّدة شامخة لا
[١]ـ ينابيع المودة ص
٦٥ ب٧ ، الإمامة والسياسة ١ ص ٧٣ ، كنز العمال ١١ ص ٦٤٢ ، الترمذي في الجامع ٥ ص ٥٩٢
ح٣٧١٤.
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 50