عندما تنظر إلى أقوالهم وكتبهم
وإعلاناتهم يستولي عليك العجب وتفرح لهذه المواقف الرفيعة ، لكنّك لا تدري إذا جاء
وقت الامتحان واستولى عليهم العناد ماذا يفعلون ، (وَإِذَا تَوَلَّى
سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ)[٢].
إنّ الذّات في الدين لا تعرف الحدود ،
أي أنّ الفضائل الأخلاقيّة لا حدود لها ، والأخلاق الدينية لا تفرّق بين المتديّن
وغيره ، يقول الله تعالى في محكم كتابه : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ)[٣].
فالشهادة يجب أن تؤدّى لله وإن كانت في
ضرر الشاهد ، أو أبويه أو أقاربه. هذا هو موقف الدين الحنيف ، وما أكثر القصص
العجيبة التي تتحدّث عن آثار مثل هذه الآيات في حياة المسلمين على مرِّ السنين.
فخلاصة ما تقدّم أنّ أساس الفضائل
الأخلاقيّة هو معرفة الله تعالى ، ثمّ التخلُّق بأخلاق الباري (عزّ وجلّ).