اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 34
ـ تهمّه سعادة الفرد ؛ لأنّه ممّن يجب
إيصاله إلى الكمال.
ـ وتهمّه سعادة الفرد ؛ لأنّها شرط في
سعادة الأُمّة.
وكلتا هاتين الغايتين يدعو إليهما الدين
الجامع. فإذن لا بدَّ للإسلام من أن يكون دين أخلاق فاضلة ، ولا بدّ لقادة الدعوة
فيه من بثِّ روح وتعاليم الأخلاق في المجتمع البشري [١].
وهذا ما سنتلمّسه في السيرة الحسينيّة
العطرة التي نحاول تتبّعها في هذه الورقات ، فنبيّضها بتلك الأقوال والأفعال
النورانية الرحمانية المباركة ؛ باعتبار أنّ الإمام الحسين عليهالسلام شخصية قيادية من
الطراز الأوّل في العلم والعمل في ساحات الجهاد الأكبر والأصغر ، وفي كلّ الظروف
سلماً وحرباً.
ولكن قبل المضي لا بدَّ من زيادة في
التوضيح ؛ لإكمال الفائدة من هذه المقدّمات المختصرة عن علم الأخلاق وفلسفته ، وما
علينا في هذا المقام إلاّ أن نميّز نوعين من الأخلاق :
١ ـ الأخلاق الاعتقادية : وهي أخلاق
العمل الملحّ الاتّباعي السريع.
٢ ـ الأخلاق الفلسفية : وهي رهن بالباحث
الناقد ، والمفكّر المدقّق الذي يعتبر الأخلاق محلّ نظر فلسفي يتوخّى تبيان حقيقة
الأخلاق بمعرفة ماهيتها وطبيعتها ، وتحديد مصادرها وأهدافها وغاياتها ، مؤيّداً
معرفته بأدلّة ساطعة تجريبية أو عقلية [٢].