اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 307
وراحوا يسعون في الأرض فساداً ، فخرج
إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام
بجيشه والتقوا عند النهروان ، فقتلهم جميعاً ولم ينجُ منهم إلاّ أقل من عدد
الأصابع كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليهالسلام
: «لا يُقتل منكم عشر ، ولا ينجو منهم عشر».
ورغم الذي فعلوه فإنّ شعار أمير
المؤمنين عليهالسلام
كان : «لا نبدؤكم بقتال ، ولا نمنعكم عن مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا
نمنعكم من الفيء ما دامت أيديكم معنا»[١].
اُولئك هم السلف ، خوارج الأمس البعيد
الماضي السحيق ، فذهبوا وكانوا لعنة التاريخ على هذه الأُمّة ، ولكن لعنة الله
تلاحقهم إلى أن ترميهم في الدرك الأسفل من النار ؛ لأنّهم : «شرّ قتلى تحت أديم
السماء» [٢]
كما يصفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
في كلمة له.
وأمّا الخلف ، فهم خوارج اليوم القريب
والحاضر الذي نعيش فيه ، وهم أشنع وأبشع من اُولئك اللعناء في تاريخ الأُمّة
الإسلاميّة.
تروي كتب الحديث قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّما أخاف على
أُمّتي الأئمّة المضلّين ، وإذا وضع عليهم السيف لم يُرفع إلى يوم القيامة ، ولا
تقوم الساعة حتّى يلحق حي من أُمّتي بالمشركين ، وحتى تعبد فيأم (فيآم) من أُمّتي
الأوثان ،
[١]ـ المنتظم في
تاريخ الأمم والملوك ٥ ص ١٣٥ ، أحداث سنة ٣٧ هـ.
[٢]ـ مسند أحمد ١٢ ص ٣٣٨
، سنن ابن ماجة ص ح ٣٩٥٢ ، سنن أبو داود : ح ٤٢٥٢.
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 307