وبهذا البيان : إتّضح أنّ ولادة المهدي
المنتظر عليهالسلام
من القطعيّات التاريخيّة ، وأن الشيعة والسنّة قد ذكروا تاريخ ولادته.
وخالف جماعة من أعلام السنّة هذا الرأي
واعتقدوا بأن المهدي عليهالسلام
لم يولد بعد ، وأنّه سيولد في آخر الزمان.
فقال إبن أبي الحديد المعتزلي في شرحه
على نهج البلاغة عند بيان خطبة الإمام أمير المؤمنين التي فيها « بأبي خيرة الإماء » :
« أمّا الإماميّة فيزعمون أنّه إمامهم
الثاني عشر ، وأنّه إبن أمة إسمها نرجس ، وأمّا أصحابنا فيزعمون أنّه فاطمي
، يولد في مستقبل الزمان لاُمّ ولد ، وليس بموجود الآن .. وأنّه يملأ
الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وينتقم من الظالمين ، وينكّل بهم أشدّ
النكال » [٢].
أقول : إنّ إبن أبي الحديد وإن أصاب في
بعض بحوثه ، ولكن أخطأ في هذه المسألة ، فماذا يجيب هؤلاء الذين مرّت أسماءهم عليك ، المعترفون بولادته عليهالسلام ، وثانياً :
كيف يمكن أن نطبّق الروايات الواردة حول الإمام المهدي عليهالسلام المتّفق عليها