درهماً حتّى مضّنا
الزمان ونالتنا المجاعة ، فاشتراها بجزء من مئة من ثمنها ، فردّ عليهم حاكم المدينة
بأقسى القول وأمّره [١].
وقد نصب معاوية على الحجاز مروان بن
الحكم تارةً ، وسعيد بن العاص مرّة اُخرى ، وكان يعزل الأوّل ويولّي الثاني ، وقد
جهدا معاً في إذلال أهل المدينة وإفقارهم.
*
العراق :
فرض معاوية على أهل العراق عقوبات
اقتصاديةً بصفته المركز الرئيسي للمعارضة ، وكان واليه المغيرة بن شعبة يحبس
العطاء والأرزاق عن أهل الكوفة ، وقد سار الحكّام الاُمويّون بعد معاوية على هذا
النهج في اضطهاد أهل العراق وحرمانهم [٢]
؛ باعتبارهم الثقل الأكبر في الخطّ الواعي الذي وقف مع أمير المؤمنين عليهالسلام.
ب ـ استخدام
المال لتثبيت ملكه :
استخدم معاوية بيت المال لتثبيت ملكه
وسلطانه ، واتّخذ المال سلاحاً يمكّنه من التسلّط على الاُمّة ، فقد كان من عناصر
سياسة الاُمويّين استخدام المال سلاحاً للإرهاب وأداةً للتقريب ، فحرم منه فئةً من
النّاس ، وأغدق أضعافاً مضاعفة لطائفة اُخرى ثمناً لضمائرهم وضماناً لصمتهم [٣].
ووهب معاوية خراج مصر لعمرو بن العاص ، وجعله
طعمة له مادام