لقد كان أهل البيت عليهمالسلام بما فيهم الحسن
والحسين عليهماالسلام
مفجوعين بوفاة الرّسول صلىاللهعليهوآله
، وألم المأساة يهيمن على قلوبهم وهم مشغولون بجهاز أعظم نبيّ عرفه التاريخ
الإنساني ، إذ توجّهت إليهم صدمةٌ اُخرى ضاعفت آلامهم ، وبدّدت آمالهم التي غرسها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في نفوسهم ونفوس الاُمّة.
إنها صدمة مصادرة الخلافة وتنحية الإمام
علي عليهالسلام
عن مسرح القيادة ، ومصادرة المنصب الذي نصّبه فيه الرّسول صلىاللهعليهوآله بأمر الله تعالى.
وكانت هذه الصدمة العنيفة بداية لمُسلسل
القلق والاضطهاد الذي فرضه الخطّ الحاكم بعد الرّسول صلىاللهعليهوآله
على أهل بيت الرّسول صلىاللهعليهوآله
؛ لتحقيق العزل التام ، والإبعاد الكامل لهم عن موقع القيادة بعد الرّسول صلىاللهعليهوآله.
لوعة شهادة
الزهراء عليهاالسلام :
كان لوفاة الرّسول صلىاللهعليهوآله وقع مؤلم في روح
الإمام الحسين الطاهرة ، وهو لم يكن بعد قد أنهى ربيعه الثامن.
وما هي إلاّ مدّة قصيرة وإذا بالحسين عليهالسلام يُفجع باستشهاد
اُمّه فاطمة بنت رسول الله بتلك الصورة المأساوية ، بعد أن ظلّت تعاني من الظلم
والقهر ، وألم اغتصاب حقّها طوال الأيام التي عاشتها بعد أبيها صلىاللهعليهوآله ، فكانت تنعكس
معاناتها في روحه اللطيفة ؛ إذ كان كلّما نظر إلى اُمّه بعد وفاة أبيها شاهدها
باكيةً ، محزونة القلب ، منكسرة الخاطر.