ولم يبعُد الإمام عليهالسلام كثيراً عن مكة حتّى
لاحقته مفرزة من الشّرطة بقيادة يحيى بن سعيد ، فقد بعثها والي مكة عمرو بن سعيد
لصدّ الإمام عليهالسلام
عن السّفر ، وجرت بينهما مناوشات حتّى تدافع الفريقان ، واضطربوا بالسّياط ،
وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعاً قويّاً [١].
في التنعيم
ومضى ركب الإمام الحسين عليهالسلام لا يلوي على شيء ،
وفي طريقهم بمنطقة التنعيم [٢]
صادفوا إبلاً قد يَمَّمت وَجْهَها شطرَ الشّام ، وهي تحمل الهدايا ليزيد بن معاوية
قادمةً من اليمن ، فاستأجر من أهلها جِمالاً لرحله وأصحابه ، وقال لأصحابها : «مَنْ
أحبّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كِراءه وأحسنّا صحبته ، وَمَنْ أحبّ أن
يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراءه على ما قطع من الطريق». فمضى معه قوم وامتنع
آخرون [٣].
في الصّفاح
وواصل الإمام مسيره حتّى وصل الصّفاح [٤] فالتقى الفرزدق الشاعر فسأله عن خبر
النّاس خلفه ، فقال الفرزدق : قلوبُهم معك والسّيوف مع بني اُميّة ،