حينها والياً على
البصرة ـ فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة [١]. وكانت ابنة المنذر زوجة ابن زياد فزعم
المنذر أنّه كان يخشى أن يكون الرّسول مدسوساً من ابن زياد لكشف نواياه.
جواب الأحنف
بن قيس
وأمّا الأحنف بن قيس ـ وهو أحد زعماء
البصرة ـ فقد أجاب على رسالة الإمام عليهالسلام
برسالة كتب فيها هذه الآية الكريمة ، ولم يزد عليها : (فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)[٢].
وهذا الجواب يعكس مدى تخاذله وتقاعسه في
مواجهة الظلم والمنكر.
جواب يزيد بن
مسعود النهشلي
واستجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود
النهشلي إلى تلبية نداء الحقّ ، فاندفع بوحي من إيمانه وعقيدته إلى نصرة الإمام ، فعقد
مؤتمراً عامّاً دعا فيه القبائل الموالية له ، وهي : ١ ـ بنو تميم. ٢ ـ بنو حنظلة.
٣ ـ بنو سعد.
وانبرى فيهم خطيباً فكان ممّا قال : إنَّ
معاوية مات ، فأهونْ به واللهِ هالكاً ومفقوداً ، ألا إنّه قد انكسر باب الجور
والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمراً ظنّ أنّه قد أحكمه
، وهيهات الذي أراد! اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور
ورأس الفجور يدّعي الخلافة للمسلمين ، ويتأمرّ عليهم بغير رضىً منهم مع قصر حلم
وقلّة علم ، لا يعرف من الحقّ موطأ قدميه ، فأُقسم بالله قسماً مبروراً لَجِهادُه
على