اُسلوب الخداع
والتستّر بالدين سبيلاً لتمرير مخطّطاته ، أمّا الآن فإنّ الأمر يختلف ؛ إذ بعد
موت معاوية لم يبقَ أيّ علاج إلاّ الصدام المباشر في نظر الإمام المعصوم ، وصاحب
الحقّ الشّرعي ـ الحسين عليهالسلام
ـ فلم يعد في الإمكان ـ ولو نظرياً ـ القبول بصلاحيّة يزيد وبني اُميّة للحكم.
على أنّ نتائج انحراف السّقيفة كانت
تنذر بالخطر الماحق للدين ، فقد قال الإمام عليهالسلام
: «أيّها
النّاس ، إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهقال : مَنْ رأى منكم
سلطاناً جائراً ، مستحلاًّ لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول
اللهصلىاللهعليهوآله، يعمل في
عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بقول ولا بفعل كان حقّاً على الله أن
يدخله مدخله».
وقد كان يزيد يتّصف بكلّ ما حذّر منه
الرّسول صلىاللهعليهوآله
، وكان الحسين عليهالسلام
وهو الوريث للنبيّ ، وحامل مشعل الرسالة أحقّ من غيره بالمواجهة والتغيير.
٢ ـ مسؤولية
الإمام تجاه الاُمّة
كان الإمام الحسين عليهالسلام يمثّل القائد
الرسالي الشّرعي الذي يجسّد كلّ القيم الخيّرة والأخلاق السّامية.
وبحكم مركزه الاجتماعي ـ حيث إنّه هو
سبط الرّسول صلىاللهعليهوآله
ووريثه ـ فإنّه مسؤول عن هذه الاُمّة ، وقد وقف عليهالسلام
في عهد معاوية محاولاً إصلاح الاُمور بطريقة سلمية ، فحاجج معاوية وفضح مخطّطاته [١] ، ونبّه الاُمّة إلى مسؤولياتها ودورها
[٢] ، بل خطا
خطوةً كبيرة لتحفيز الاُمّة على رفض الظلم [٣]
،