قبل الحديث عن تولّي يزيد للحكم وموقف
الإمام الحسين عليهالسلام
من ذلك لا بدّ وأن نعرف مَنْ هو يزيد في منظار الإسلام والمسلمين ، وما هو رأي
الإسلام في البيت الاُموي بصورة عامّة.
لا يشك أحد من الباحثين والمؤرّخين في
أنّ الاُمويّين كانوا من ألدّ أعداء الإسلام وأنكد خصومه منذ أن بزغ فجره وحتى آخر
مرحلة من مراحل حكمهم ، وأنّهم لم يدخلوا فيه إلاّ بعد أن استنفدوا جميع إمكاناتهم
في محاربته حتّى باؤوا بالفشل. ولمّا دخلوا فيه مرغمين أخذوا يخطّطون لتشويه
معالمه ، وإعادة مظاهر الجاهليّة بكلّ أشكالها باُسلوب جديد وتحت ستار الإسلام.
وكان معاوية يرتعش جزعاً ويضجر عندما
كان يسمع النداء باسم النبيّ محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله
، ويشعر بانطلاق هذا الاسم المبارك في أجواء العالم الإسلامي من أعلى المآذن في
كلّ يوم.
وهكذا كان غيره من حكّام ذلك البيت
الذين حكموا باسم الإسلام وهم يعملون على تقويضه ، وإبرازه على غير واقعه ، وتشويه
قوانينه وتشريعاته ومُثله.
ويزيد بن معاوية ـ الذي وقف الإمام
الحسين عليهالسلام
منه ذلك الموقف الخالد ـ كان كما يصفه المؤرّخون والمحدّثون ، مستهتراً إلى حدّ
الإسراف في الاستهتار ، وممعناً في الفحشاء والمنكرات إلى حدّ الغلوّ في ذلك [١].