اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 223
المستوى
الثالث : إنّ الإمام الحسين عليهالسلام نفّذ قضاء الله وقدره
الذي يعلمه بالإلهام أو بالرواية ، والذي لم يكن منه بُدّ ، بل كان واجباً عليه
تنفيذه كوجوب صلاة الظهر علينا ، وقد ضحّى به امتثالاً لأمر الله سبحانه وتسليماً
لقضائه. ومن هنا وردَ عن لسانه : «شاء الله أن يراهنّ سبايا». وعن طفله : «شاء
الله أن يراه مذبوحاً». والمشيئة إمّا أن تكون تكوينية يعني من القضاء والقدر ، أو
تشريعية يعني التكليف والوجوب ، وهي على كلا التقديرين محبوبة لأهل الله سبحانه
ومنهم الحسين عليهالسلام
، وهناك مستويات أخرى من الوجوب لا حاجة إلى التطويل بها.
الجهة الخامسة : رويَ أنّه
كان من جملة أساليب المحاربة ضدّ الحسين عليهالسلام
بعد مقتل أصحابه وأهل بيته : أنّه رماهُ أحد القوم بسهم محدّد مسموم له ثلاث شُعب
وقعَ على صدره ، وفي بعض الروايات : وقعَ على قلبه ، فأخذَ السهم فأخرجه من قفاه
فانبعث الدم كالميزاب [١].
فهنا قد يحصل سؤالان :
السؤال
الأوّل : كيف يمكن أن يكون للسهم ثلاث شُعب وهذا غير معهود في التاريخ ، بل لا
يصلح مثل ذلك للرمي كسائر السهام؟
والسؤال
الثاني : عن إخراجه من قفاه ، وهل يمكن ذلك؟ وإذا أمكنَ فهو يؤدّي إلى الوفاة
فوراً ، مع أنّ هذا لم يحصل؟
أمّا الجواب عن السؤال الأوّل : فبعد
تسليم صحّة سند الرواية ، لا نجد أنّها تشير إلى أنّ الشُعب الثلاث متساوية في
الارتفاع أم لا ، ولا أنّها قد أصابت جميعاً صدر الحسين عليهالسلام ، بل من الممكن
أنّه يكون لهُ رأس واحد كبير ورأسان أصغر منه ، والتأثير الأساسي ـ سواء في الرمي
أو في الإصابة ـ للكبير دون