اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 209
بذلك ، وإنّ نصّ
الرسالة التي أرسلها الإمام الحسين عليهالسلام
معه لا تساعد على ذلك؟
الثاني
: إنّه لماذا لم يحتل بهذا الجيش قصر
الإمارة في نفس اليوم ويقضي على عبيد الله بن زياد ويستلم الحكم ، ولقد كان ذلك
أفضل بكلّ تأكيد له وللحسين عليهالسلام
وللدين عموماً ، من هذا التأخير الذي حَصل والذي أدّى إلى فشل تلك المهمّة؟
أمّا السؤال الأوّل ، فيمكن أن يجاب عنه
بعدّة مستويات :
المستوى
الأوّل : إنّ تأسيس هذا الجيش لمجرّد الدفاع عن
الوضع الذي كان فيه مسلم بن عقيل عليهالسلام
وأصحابه ـ أو قل : إنّه محاولة لإرجاع الوضع المرتبك الذي استطاع ابن زياد زرعهُ
ضدّه ، إلى أوّل حالة من حرّية التحرّك والكلام ـ لم يكن فيه بأس على الإطلاق ؛
لأنّه لا يستلزم إهراق أيّ دم.
المستوى
الثاني : إنّ تأسيس الجيش والسيطرة على الحكم في
الكوفة وإن لم يكن مذكوراً في كتاب الحسين عليهالسلام
، غير أنّ مسلم بن عقيل ضمناً مخوّل لا محالة بأن يفعل في الكوفة كلّ ما يرى فيه
المصلحة والإصلاح ، فإن وجدَ في حال الكوفة ومن حال أصحابه إمكان أو وجوب تأسيس
مثل هذا الجيش ، لم يكن فيه بأس ، حتّى لو استلزمَ الحرب وإراقة الدماء ، لكنّنا
سبقَ أن قلنا : إنّ مسلماً (سلام الله عليه) كان يتجنّب ذلك جهد الإمكان ، لكي لا
يكون مسؤولاً أمام الله سبحانه في التسبيب لضرب المجتمع بعضه بعضاً وهو جديد عهد
بالإسلام ، وقد فعل ذلك إلى آخر لحظات حياته.
مضافاً إلى أنّنا يحسن أن نلتفت إلى
أنّه إذا كان قاصداً للسيطرة على الحكم ، فالمظنون جدّاً أنّها سوف تتمّ بدون
إراقة دماء على الإطلاق ، أو بدماء
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 209