اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 193
يكون كارثة على
الإسلام كلّه ، وسيُقتل من المسلمين عامّة ومن المخلِصين خاصّة العدد الكثير ، وسيفتح
ثغرة وفرصة لأعداء الإسلام من الخارج والداخل للسيطرة على المجتمع سيطرة كاملة
ومحكمة.
إذاً ، فقد اقتنعَ مسلم بكلا الأمرين
وهما : تعذّر السيطرة سلميّاً على الكوفة ، والآخر : عدم المصلحة في السيطرة عليها
عسكريّاً ، إذاً فلا ضرورة إلى تلك السيطرة حتّى لو كان مسموحاً له من قِبل الحسين
عليهالسلام
بها ما لم يكن مأموراً بها ، وهو جَزماً لم يكن كذلك.
الأمر
الرابع : إنّ هناك أمراً قلّما يأخذهُ عامّة
الناس بنظر الاعتبار ، وهو : التناسل البشري ، يعني احتمال ولادة مؤمن من مؤمن ، أو
من كافر ، أو منافق ، غير أنّ هذا ممّا يؤخذ في الحكمة الإلهيّة جَزماً ، فيكون من
الحكمة المحافظة على بعض النفوس ، لكي يوجد من ذراريها ولو بعد جيلٍ أو أجيال ، جماعة
من المؤمنين الذين يعبدون الله وينصرون دين الله بإخلاص ، وإذا كانت أيّ حربٍ
مانعة عن ذلك ـ والحرب بطبيعتها مانعة عن ذلك ـ إذاً فمن الضروري عدم وقوعها.
وهناك وجهٌ آخر مهم ذكرنا أُسسه في
كتابنا (اليوم الموعود) ، إلاّ أنّ إيضاحه الكامل يتوقّف على ذِكر تلك الأسس فيطول
المقام بنا ، ومن هنا يكون الأحجى الإعراض عن ذلك مؤقّتاً.
اغتيالُ
ابن زياد
يقول لنا المؤرّخون ما مضمونهُ باختصار
: إنّ شُريك بن عبد الله الحارثي ومسلم بن عقيل ، كانا معاً نازلين في دار هانئ بن
عروة المذحجي [١]
، فتمرّض شريك واشتدّ به المرض ، فعلمَ بذلك عُبيد الله بن زياد
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 193