اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 156
ثانياً
: إثبات وجود هذه الشعائر أمام مَن لا
يؤمن بها أو لا يُنجزّها.
ثالثاً
: الإسعاد في البكاء للآخرين ؛ لأنّهم لا
يعلمون أنّي أبكي على أمواتي ، بل يتخيّلون أنّي أبكي على الحسين عليهالسلام بحرارة ؛ لأنّ
البكاء فيه إسعاد وهو انتقال أو عدوى العاطفة من فردٍ إلى آخر ، والإسعاد في
البكاء معنى لغوي مأخوذ من السعادة ؛ لأنّ الباكي يشعر براحة وسعادة حين يجد نفسه
بين الباكين من أجله.
رابعاً
: التربية النفسيّة من الناحية الدينيّة
للفرد نفسه وللآخرين أيضاً ، فإنّه إذا قصدَ اليوم البكاء على أمواته ، فسوف يقصد
غداً البكاء على الحسين عليهالسلام
، بمعنى أنّ الدافع المتدنّي سوف يتقلّص في نفسه حتّى يزول.
ومن هنا نعرف ما أشرنا إليه : من أنّ
الفرد يمكن أن يحصل على الثواب ، حتّى لو بكى على أمواته ، إن كان القصد الظاهري
هو البكاء على الحسين عليهالسلام
، لكن بشرط أن يقصد هذه الأمور الصحيحة التي ذكرناها الآن ونحوها ، لا أن يكون
البكاء متمحّضاً للأموات حقيقة.
نعود الآن إلى ما كنّا فيه من تعداد
الوجوه المحتملة المجوّزة للنقل عن حوادث كربلاء المقدّسة ، وقد سبقَ أن ذكرنا
منها خمسة أمور :
الأمرُ
السادس : من مجوّزات النقل المحتملة :
جواز قول الشِعر في حادثة الطف بلا
إشكال ، وهذا ممّا عليه السيرة المتشرّعة في مذهبنا من زمن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام وإلى الآن.
فالسيرة قطعيّة الصحّة ، والشِعر عن
الحسين عليهالسلام
قطعي الجواز ، بل قطعي الاستحباب ، بل لعلّ فيه الوجوب الكفائي إذا شحّ مُعيّنه في
مكانٍ أو زمانٍ معيّن.
ومن المعلوم أنّ الشرع يحتوي على : المجاز
، والمبالغة ، والتورية ،
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 156