اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 139
فإنّه (سلام الله عليه) يُطبّق الإسلام
كما طبّقهُ رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولن يكون ذلك في مصلحة أهل الدنيا ومُتّبعي الشهوات والمعتادين على اللّذات ، بل
سيكون هذا العدل المطلق اقتصاديّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً ونفسيّاً وعقليّاً ودنيويّاً
وأخرويّاً ، وهذا لا محالة يكون على الفرد الاعتيادي ـ كما قلنا ـ امتحاناً عسيراً
وبلاءاً كبيراً ، إذاً فالتمنّي للكون مع إمامنا الحيّ ليس سهلاً بأيّ معنىً
قصدناه.
ولكن ـ مع ذلك ـ فقد يُحسن الخطباء
صُنعاً حين يخصّون الحسين عليهالسلام
بالذِكر لأمرين أو أكثر :
الأمرُ
الأوّل : إنّ الحديث في المجلس عنه والمأتم
المُنعقد ، لهُ عليهالسلام.
الأمر
الثاني :
إنّ الحديث في المجلس وإن لم يكن عنه (سلام الله عليه) ، بل عن غيره من المعصومين عليهمالسلام ، إلاّ أنّه لابدّ
من ذكره خلال الحديث ، وإلاّ لم تطمئنّ النفس ولم يهدأ الخاطر ولم يتمّ الاستحباب
الشرعي الكامل.
الأمر
الثالث : إنّ شفاعة الحسين عليهالسلام أوسع من غيره من
المعصومين عليهمالسلام
جميعاً ، كما وردَ [١]
، ووردَ أنّ عدداً من المعصومين لا يصل إليهم إلاّ الخاصّة كعلي عليهالسلام ، والرضا عليهالسلام ، والمهدي عليهالسلام ، في حين يصل إلى
الحسين عليهالسلام
الخاصّة والعامّة ، فهو يشفع للجميع وزياراتهم لديه مقبولة ، وشفاعتهُ واسعة يوم
القيامة.
إلاّ أنّنا مع ذلك ينبغي أن نتوخّى أن
نضمّ إلى هذا الأمر الشعور على مستويين :
المستوى
الأوّل : إنّ شفاعة الحسين عليهالسلام لن تكون عامّة
بالمعنى الكامل ، بل بشرطها وشروطها ، كما وردَ في الخبر ، تماماً كما قال الإمام
الرضا عليهالسلام
في حديث سلسلة الذهب : «لا إله إلاّ الله حِصني ومَن دخل حِصني أمِنَ من عذابي ،
ثمّ قال : بشرطها وشروطها وأنا من شروطها» [٢].