اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 130
ومن
دلائل ذلك : أنّه وردَ عن
العديد من الناس في التاريخ ، أنّهم كانوا يدعون الله عزّ وجل للحصول على الشهادة
، ثمّ يشكرونه حين يجدون أنفسهم عندها ، فكيف الحال في الحسين وأصحابه وأهل بيته
ومقدار إدراكهم لذلك.
ومن دلائل ذلك أيضاً : ما وردَ عن أنّه عليهالسلام كشفَ لأصحابه وأهل
بيته ـ بعد أن اختبرهم وأحرز إخلاصهم ـ وأراهم مواقعهم في الجنّة ليلة مقتلهم [١] ، فهشّت نفوسهم إليها ورَغبت بها ،
فكانوا فَرحين مستبشرين لذلك ، وهذا معنى ما سمعناهُ من قول أحدهم : ليس بيننا
وبين أن نُعانق الحور العين إلاّ أن يَميل علينا هؤلاء بأسيافهم [٢].
وقد يخطر في الذهن :
أنّ البكاء ليس دائماً على أمور الدنيا ، بل له مبرِّرات عديدة ممّا هو صحيح
دينيّاً ، نذكر منها ما يلي :
أوّلاً
: البكاء من الذنوب.
ثانياً
: البكاء شوقاً إلى الثواب.
ثالثاً
: البكاء خوفاً من العقاب.
رابعاً
: البكاء لأجل قلّة الصبر على البلاء.
خامساً
: البكاء لأجل إقامة الحجّة على الخصوم.
فمن هنا يمكن أن يكون بعض هذه الأسباب
موجوداً لدى الحسين عليهالسلام
وأصحابه.
جوابهُ
: أمّا الأسباب الثلاثة الأولى فهي خارجة
عن محلّ كلامنا هذا ؛ لأنّنا نتكلّم عن البكاء الناتج بسب الواقعة نفسها ، وأمّا
البكاء لأجل قلّة الصبر فهو غير صحيح للحسين عليهالسلام
؛ لأنّه معصوم ، وأمّا غيره فلعدّة أمور منها :