اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 100
تكليفه الشرعي أمام
الله سبحانه ، هل هو التضحية أو التقيّة؟ ولا شكّ أنّ التكليف الغالب في عصورنا
هذه ، عصور الغيبة الكبرى هو : التقيّة وليس التضحية ؛ لمدى تألّب الأعداء
وترصّدهم في العالَم ضدّنا من كلّ صوبٍ وحَدب ، بدون وجود طاقة فعليّة عند ذوي
الإخلاص لمقابلتهم ومضادّتهم ، ومَن تخيّل هذه القابليّة ، فهو متوهِّم سوف يُثبت
لهُ الدهر أعني بالتجربة وهمّته ، والأفضل لهُ هو العمل بالتكليف الفعلي ، وهو
التقيّة المُنتجة لحفظ أهل الحقّ من الهلاك المحقّق في أيّ نقطة من نقاط هذا
العالَم المعروف.
الهدف الثامن : المُحتَمل
لحركة الحسين عليهالسلام
:
ما يذكرهُ بعض الناس ، أو طبقة من الناس
: من أنّ الحسين عليهالسلام
قُتل من أجل إقامة المأتم عليه والبكاء عليه ، فإنّها من الشعائر الدينيّة المهمّة
، التي توجِب هداية الكثير من الباطل إلى الحقّ.
ويمكن أن يُستدلّ على ذلك بما وردَ عن
النبي صلىاللهعليهوآله
: «إنّ لولَدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تخمُد إلى يوم القيامة» [١] ، وهذه الحرارة أمرٌ وجداني قائم فعلاً
يحسّ بها الفرد المُحبّ للحسين في قلبه ، وهي التي تدفعهُ إلى التعب في هذا الطريق.
ونتكلّم عن هذا الهدف ضمن المستويات
التالية :
المستوى
الأوّل : إنّه ينبغي أن يكون واضحاً أنّ هذا
الهدف بمجرّده لا يصلح أن يكون هدفاً لكلّ تلك التضحيات التي قام بها الحسين عليهالسلام ، إلاّ إذا اندرجت
تحت عنوان أهمّ وأعمّ ، وهو طاعة الله سبحانه ، أو هداية الناس ، أو الأجيال لهذه
الطاعة ، أو التضحية في سبيل عقيدة التوحيد ، كما أسلفنا ونحو ذلك ، ممّا تكون
الشعائر والمآتم مصداقاً لها وتطبيقاً لها ، وليس النظر إليها نظراً
[١] مستدرك الوسائل
: ج ٢ ، ص ٢١٧ ، الكافي للكليني : ج ٨ ، ص ٢٠٦.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 100