اسم الکتاب : استدراكات البعث والنّشور المؤلف : البيهقي، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 10
باب البعث
والنشور بعد الموت
قال البيهقي في
كتاب شعب الإيمان ( ٢ / ١١ ).
السابع من
شعب الإيمان وهو باب في الإيمان بالبعث والنشور
بعد الموت
وآيات القرآن في
البعث كثيرة منها قول الله عزّ وجل : (
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ) ، وقوله : (
قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ) الآية ، وقوله : (
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ
).
والإيمان بالبعث
هو أن يؤمن بأن الله تعالى يعيد الرّفات من أبدان الأموات ، ويجمع ما تفرّق منها
في البحار وبطون السباع وغيرها حتى تصير بهيئتها الأولى ، ثم يجمعها حيّة ، فيقوم
الناس كلهم بأمر الله تعالى أحياء صغيرهم وكبيرهم حتى السّقط الذي قد تمّ خلقه
ونفخ فيه الروح ، فأما الذي لم يتمّ خلقه ، أو لم ينفخ فيه الروح أصلا فهو وسائر
الأموات بمنزلة واحدة والله تعالى أعلم.
وأما قول الله عزّ
وجل في صفة القيامة : (
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ
مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ).
فإنما أراد
الحوامل اللاّتي متن بأحمالهنّ ، فإذا بعثن أسقطن تلك الأحمال من فزع يوم القيامة
، ثم إن كانت الأحمال أحياء في الدنيا أسقطنها يوم القيامة أحياء ولا يتكرر عليها
الموت ، وإن كانت الأحمال لم ينفخ فيها الروح في الدنيا أسقطنها أمواتا كما كانت ،
لأن الدنيا نصيب ، فلا نصيب في الحياة الآخرة.
اسم الکتاب : استدراكات البعث والنّشور المؤلف : البيهقي، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 10