responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 72

ولا يحصلان على شيء من الثواب على ما أنفقوا.

وفي التمثيل لخلوص النيّة في الإنفاق قا تعالى : (ومثل الّذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتًا من أنفسهم كمثل جنّةٍ بربوةٍ أصابها وابل قآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطلّ والله بما تعملون بصير) [١].

فالذين ينفقون أموالهم طلباً لمرضاة الله وتصديقاً للاسلام وتحقيقاً للجزاء من أصل أنفسهم مثّل القرآن عملهم بالجنة وهي الزرع والبستان الملتفّة أشجاره لكثرتها على «ربوة» أي مرتفع من الأرض وعادة يكون الزرع في المرتفع أفضل ريعاً وأطيب مما دونه وينزل الوابل عليها فتؤتي ثمرها مرتين أي مثلي ما كانت تثمر بسبب الوابل وإن لم ينزل عليها وابل فطلّ وهو المطر الصغير القطر يكفيها لكرممنبتها وقد مثّل الله حالهم بالجنة وانفاقهم الكثير بالوابل والانفاق القليل بالطل وفي كلام أمير المؤمنين على ما يصوّر لك ضرورة الانفاق وإن قلّ. قال : «لا تستحي من إعطاء القليل فإنّ الحرمان أقلّ منه» [٢]. ذلك لأنّ الانفاق زاكٍ عند الله سبحانه ما دام متوفراً على نيّة القرب والزلفي من الله سواء أكان قليلاً أو كثيراً كما يضاعف ثمر الجنّة ضعفين فهذان المثالان الشاخص أثرهما أمام نواظرنا نتحسّس فيهما أثر النيّة في العمل ومن الحديث الثابت عن رسول الله حديث : «إنما الأعمال بالنيّات» [٣].


[١]سورة البقرة : ٢ / ٢٦٥.

[٢]نهج البلاغة ـ قصار الحكم (٦٧).

[٣]الكافي : ٦٩ : ٢ / ١.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست