responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 69

الانفاق يسهم في تطهير النفوس وفي تأسيس العبودية الصادقة لله سبحانه ومن ناحية اخرى فإن الانفاق ركيزة أساسية في بناء مجتمع التكافل مثل الزكاة والخمس والكفارات والصدقات المندوبة والفدية والوصايا والهبات وأمثالها.

فتوا جهنا هذه الآية المباركة بالانفاق «في سبيل الله» لتضفي عليه حالة نماء وزيادة فعلى الرغم من أن الاعطاء ظاهرة يؤدّي إلى نقص في ما يملكه المضاعفة صورة مجسّدة تألفها النفوس وتحسها بالمعاينة فهي كحبة القمح الواحدة حين تزرعها ثم تثمر لك سنابل فيها حب كثير ويعدم القرآن الكريم بهذا المثل الرائع التصور الشائع بان الاعطاء ينقص في مال المنفقين ثم يعقب على هذه المضاعفة بانها يمكنها أن تخضع لزيادة اخرة يريدها الله سبحانه.

قال الإمام الصادق : «إذا أحسن العبد المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكلّ حسنة سبع مائة ضعف وذلك قوله عزّوجلّ : (والله يضاعف لمن يشاء) [١]» [٢].

ولربما يفهم من سياق الآية ان المضاعفة تكبر تزداد كلما خلصت نية الانفاق وتطهّر صاحبها من ألوان الشرك كا تباع هوى النفس وعشق السلطة وحبّ الجاه وغيرها (والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) فللّه خزائن السماوات والأرض ولا يضيق عطاؤه ويسع حاجات عباده وهو عليم بالمستحقّ.

والمثال بحذف مضاف وتقديره «مثل نفقتهم كمثل حبة» أو «مثلهم كمثل


[١]سورة البقرة : ٢ / ٢٦١.

[٢]أمالي الطوسي : ٢٢٤ / ٣٨٨.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست