responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 50

الأرض التي فيها نبات لم يترعرع ويشتدّ بعد يجعلها مكسوّة ومزيّنة بألوان هذه الزروع وتصبح الأرض كالعروس المهيأة لزفاف ينتظرها فتلقي بشراكها من يغترّ بزخرفها الزائل ويتعلّق هذا الإنسان بها فتدخل ذهنه الاحتمالات والحسابات المادية فيعتقد أنه قادر على جمع ما أنبتته الأرض والاستفادة ممّا فيها وبينما هو في فرحة الآمال ونشوة التعلّق والغرور بزخرف الدنيا وزينتها تضرب هذا الزرع آفة عظيمة تحيله الى حصيد مقطوع ومقلوع لا يغنى شيئاً فتنهدم تلك الآمال وتذهب نفسه حسرات على حبّه الفاني لها وكدّه المرير من أجل بنائها.

هذه الصور المجسّدة تجعل من الحقيقة المعنوية للحياة الدنيا صورة مادية شاخصة بمصيرها المرعب الفاني في ذهن محبّيها تحذيراً لهم ولتجنيبهم مصير من مضى من المغرورين بها الهالكين فيها. قال : «من أصبح والدنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء وألزم الله قبله أربع خصال : همّاً لا ينقطع عنه أبداً وشغلاً لا ينفرج منه أبداً وفقراً لا يبلغ غناه أبدأً وأملاً لا يبلغ منتهاه أبداً» [١].

لا حوار مع الاّغين

إنّ ظاهرة سيّئة كاللغو ـ في مواجهة حركة الرسالات ـ إنما يشتدّ ظهورها حين يترك العمل الصالح أثره على واقع الحياة فترى طائفة في الأمة تكرّس همّها لنشر اللغو بوجه هذا الصعود الإيماني الفاعل مستعينة وللأسف بأساليب ملتوية منحرفة غرضها الضوضاء والتشويش والحيلولة دون حركة هذا


[١]تنبيه الخواطر / ورام ١٣٠ : ١.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست