اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 518
مخاطبة الكفار
والمشركين : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ
لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَل مُّبِين)[١] ، فانظري إلى هذا التعامل الأخلاقي
النبيل ، فلم يقل لهم : إني على حق وأنتم على ضلال ، بل قال : إمَّا نحن أو أنتم
على حق أو على باطل .. فهذا هو منهج القرآن عندما طرح للجميع حرّيّة المناقشة
قائلا : (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[٢]
، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يسمع براهينهم ويردُّها بالتي هي أحسن ، وقد سجَّل القرآن نماذج كثيرةً سواء كانت
مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو مع الأنبياء السابقين ، ففي قصّة إبراهيم ونمرود ، وموسى وفرعون ، خير عبر ،
وقد أثبت الله سبحانه وتعالى حجج وبراهين الكافرين في قرآنه ، وأعطاها من القداسة
ما أعطى غيرها من الآيات ، ولم يجوّز لمسلم أن يمسَّها من غير وضوء بناء على الفقه
الشيعي ، فأين هؤلاء الذين يشنِّعون ويفترون على الشيعة بكل ما هو باطل من هذا
المنهج القرآني الأصيل [٣]؟
أمَّا قولك : لماذا لم يتوصَّل أحد لما
ذكرت؟
قال تعالى : (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ
كَارِهُونَ)[٤]
، وقال : (أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ
يَعْلَمُونَ)[٥]
، ( أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ)[٦] ، (وَمَا أَكْثَرُ
النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ